قبل البداية.. أود أن أعتذر للكاتب عمر طاهر لاستعارتي تيمة عدد من مقالاته كانت بعنوان المسلمون الجدد.
بداية..
أود أن أتقدم بالتهنئة بالعامان الهجري والميلادي الجديدين، أعادهما الله علينا جميعاً وعلى مصرنا الغالية وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات.
لزم التنويه: مصطلح الكفر المذكور بالمقال يقصد به فقط الكفر بالحرية، بالديمقراطية، بالمساواة، بالنزاهة، بالشرف.
- معركة ومعركة.. زمان وزمان:
* معركة الأمس:
حين صدح النبي صلى الله عليه وسلم بالحق منذ أكثر من 1432 عاماً، و سعى بقوة نحو إصلاح هذا المجتمع والارتقاء به من جميع الجوانب وبكل الطبقات لينتقل بهم من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضعف إلى القوة، ومن الجوع إلى الاكتفاء والشبع.
ورغم أن مسعاه شريف وقويم واجه النبي صلى الله عليه وسلم في معركته للإصلاح من أعالي كبراء مكة والعرب إلى صغرائها ونستعرضهم بالترتيب كالتالي:
1- الطبقة الحاكمة وقادة القبائل.
2- أسياد القوم وكبار رجال القبائل.
3- كبار التجار.
4- الشعراء ومطلقى الشائعات.
5- المحاربين والمقاتلين.
6- قطاع الطرق.
7- العبيد والسفهاء.
هؤلاء وغيرهم وقفوا في طريق الإصلاح بكل قوتهم، كل هؤلاء وغيرهم يطلق عليهم لقب شائع وهو الكفار، ولكن الآن سأضيف بعده كلمة واحدة وهي القدامى، ليصبحوا الكفار القدامى لأنه ظهر حالياً بالأسواق الكفار الجدد!
* معركة اليوم:
في معركة اليوم –نحو الإصلاح أيضاً– والتي يقودها العديد والعديد من المصريين بمختلف الانتماءات والأفكار والتوجهات والأعمار، واجهوا –هؤلاء الإصلاحيين– من أعالي كبار البلد إلى صغرائها ونستعرضهم بالترتيب كالتالي:
1- الطبقة الحاكمة وأجهزة الدولة.
2- كبار رجال وقيادات الحزب الوطني.
3- كبار رجال الأعمال.
4- أجهزة الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.
5- جيشاً من الأمن المركزي وأمن الدولة.
6- البلطجية والقتلة والمأجورين.
7- موظفي الدولة الذين شاركوا بأيديهم في التزوير.
هؤلاء وغيرهم وقفوا في طريق الإصلاح بكل قوتهم، كل هؤلاء وغيرهم يطلق عليهم لقب جديد، أطلقته عليهم وهو الكفار الجدد، نسخة 2010، وهو من صُنعهم وهو آخر ما توصلت إليه معامل الحزب بفكرها العقيم.
- قبل أي اتهامات:
حتى أقطع على الكثير الطريق، وحتى نفوت على بعض المتربصين الفرصة، وحتى أوضح للمتفهمين العاقلين المقصد فنلكمل القراءة ولا نتوقف..
أولاً : الكفار الجدد يختلفون اختلافاً جوهرياً عميقاً عن الكفار القدامى وفي شئ واضح ومحدد وهو أن الكفار الجدد عندنا في مصر يؤمنون بكتاب سماوى و ديانية سماوية (إسلام أو مسيحية)، يؤمنون بمحمد وعيسى عليهما السلام، يصلون و يرتادون المساجد والكنائس، يصومون، يبكون، يتضرعون بالدعاء، يخرجون الصدقات والعطايا.
أعرف أنكم تقولون الآن، إذا لا تناقض نفسك و تحاول الهرب مما قلت، إذاً لماذا أطلقت عليهم هذا اللقب الصادم؟
نرى هنا أن كلمة (كافرٌ) -كما في الصحاح- تعنى "الليل المظلم لأنه يَستُر ما فيه بظلمته" ، ولكلمة كافر معاني كثيرة جداً من ضمنها ما جاء من تعريفها فى الشرع أنها "إنكار ما عُلِم بالضرورة مجيءُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ به"، والزارع يقال له كافر لأنه |يستر البذور تحت الطين"، و لها أيضاً معانى عديدة.
ثانياً: الكفار الجدد يتفقون مع الكفار القدامى إتفاقاً جوهرياً عميقاً في شئ واضح ومحدد وهو سعيهم لإيقاف مسيرة الإصلاح بكل الطرق والوسائل غير المشروعة طبعاً.
وبهذا أعتقد من وجهة نظرى المتواضعة تنتهي هذه النقطة ولنكمل القراءة.. و ليمسك قلمه ليهاجم بأننا نكفر الناس من يشاء.. فلقد أصبحت هذه التهمة (مصدية) ولا تجد الآن (صدى) بين الناس.
- ولماذا كفــار؟!
لأنهم كفروا بالحرية.. كفروا بالديمقراطية.. كفروا بالمساواة.. كفروا بالنزاهة.. كفروا بالشرف.
إن ما بدر من الحزب الوطني الديمقراطي والحكومة من أداء سيادي وقمعي وأداروا الانتخابات بهذا الشكل المريب الذي تدخل به مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية في الغباء السياسي، وكل هذه الأخبار والحكايات والصور والفيديوهات التي نراها ليل نهار تفضح التزوير، وأكثر من 1000 حكم قضائى لم ينفذ، وإغلاق برامج وقنوات فضائية واعتقال الالآف، والنتائج الانتخابية صاحبة الأخطاء الحسابية القاتلة التي تدل على أن الكوسة التي يعتمدون عليها هي من (غرقتهم) في أفراد قاموا بحساب النتائج النهائية بطريقة خاطئة لا يقع فيها طالب بالابتدائية درس الآحاد والعشرات والمئات والالآف، ويعرف الفرق بين أكبر من وأصغر من ويساوى منذ أسبوع فقط .
كل ماسبق وأكثر يدل دلالة كاملة على أنهم كفروا بوجود شئ اسمه المواطن، وصولاً إلى أنهم كفروا بالوطن، وعلى الرغم أنهم مثلنا (مسلميهم و مسيحيهم) إلا إنهم أرغمونا وقهرونا (مسلمينا ومسيحينا) بأن أخذوا الصك بأن لهم الحق في تغيير دفة أصواتنا -لمن استطاع أن يصل إلى الصندوق أصلاً- لصالح مرشحين اختاروهم هم على مبادئ الحزب الوطني الديمقراطي، ليس لهم علاقة بنا إلا الجنسية والديانة، ليكونوا نواباً لنا وممثلين عنا بما يسمى "قريش قراره" سيد قراره سابقاً، لأن (سيد) توفى فى إحدى أحداث البلطجة أمام أحد اللجان.
-مقارنة بسيطة:
* الكفار القدامى رفضوا الإصلاح وقاوموه بكل الطرق والوسائل غير المشروعة.. وكذلك الكفار الجدد.
* الكفار القدامى تحالفوا مع إبليس وسمعوا له لايذاء المصلحين وإيقاف مسيرتهم.. وإبليس جمع كل شياطينه وذهب متعلماً تلميذاً في جامعة الكفار الجدد.
* الكفار القدامى حاولوا إغراء النبي (قائد الإصلاحيين) بأن يكون أكثرهم جاهاً وحكماً ومالاً، ولكنه رفض وبشدة، والكفار الجدد حاولوا إغراء قادة الإصلاحيين بالقضاء على نظرائهم، والمقابل كراسي وهمية وأدوار مصطنعة، والحمد لله وفقهم الله ورفضوا هذا العرض الذي كاد أن يقضى على مصر لا على المعارضة والإصلاحيين.
* الكفار القدامى قاموا بأعمال التعذيب والقتل والحبس والحصار لوأد الإصلاح والمصلحين، وكذلك الكفار الجدد.
* الكفار القدامى أطلقوا الشائعات على الإصلاحيين وحذروا الحجيج من التعامل معهم أو الاستماع إليهم، وكذلك الكفار الجدد حذروا المواطن منهم، بأن هذا عميل لأمريكا، و ذاك تأتيه الأموال من إيران، وهؤلاء لعبة فى أيدينا نحاورهم متى نشاء ونغلق الأبواب في وجوههم متى نشاء، وما هذا إلا إفتراء لتفريق الناس عنهم.
* الكفار القدامى.. كفروا بالله.. ولكنهم خافوا منه -تبارك وتعالى- والأدلة والقصص كثيرة.
* الكفار الجدد.. آمنوا بالله .. ولكنهم لم يخافوا منه -تبارك وتعالى- والأدلة والقصص كثيرة.
* الكفار القدامى -رغم كفرهم بالله- ظلت لديهم عدد لا بأس به من الأخلاق العربية الأساسية الأصيلة التي توارثوها من جدهم إسماعيل عليه السلام، ولم يغيرها مرور الزمان، الكفار الجدد -رغم إيمانهم- حدث و لا حرج.
- الظلام والفجر والمعادلة الغريبة!
قلنا أن الكفر معناه الظلام الدامس لأنه يستر أي شئ يحبو عليه، ونحن الآن بفضلهم نعيش أسوأ عصور الظلام، تفوق عصور الظلام في أوروبا -أواسط القرن الماضي- التي كان يحرق و يعدم فيها العلماء، إلى أن وصلنا لرفض الحكومة علاج كبار علماء مصر على نفقتها، وهذا أسوأ من حكم الإعدام ألف مرة لأنهم تركوه يعيش وسط آلاماً جسدية ونفسية، في حين عالجوا رجال الحكومة، والفنانين، وحتى الراقصات.
المعادلة هنا تقول: (أشد لحظات الليل ظلمة هي التي تسبق الفجر)، وها نحن قد اقتربنا بشدة من الفجر لأن ظلامهم أصبح دامساً مغايراً لقوانين الطبيعة التي تقول أن الإنسان يسمع في الظلام، ولكننا وصلنا أن أصبحنا لا نرى أيدينا ولا حتى نسمع أصواتنا في ظلامهم، فلقد أوصلونا لأشد لحظات الظلام وحتى وإن زادوا فيه، فلا يفرق مع الشاة سلخها بعد ذبحها، فسنكون في نفس المستوى من الظلام ولكن فقط تستمر أعمال الكفر بالمواطن و الوطن.
نحن الآن فى أشد أوقات الضيق وهي مع العلم أقرب أوقات الفرج، يقول ربنا تعالى: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}[يوسف - 21].
ولكنه قال أيضاً في كتابه الكريم موجهاً خطابه لراغبى التغيير والساعين إليه فى قاعدة أزلية: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد - 15] .
- أفضل ما قرأت:
من أدق العبارات التي تصف انتخابات مجلس الشعب المصري 2010 -وأظرفها على الإطلاق- ما قرأته على فيسبوك لأحد الأصدقاء "أحمد العجوز" حين كتب: (إن عملية التزوير شابتها بعض الانتخابات).
تعليقات
إرسال تعليق
مرحباً بك..
يسعدني إبداء رأيك ومقترحاتك..
وأرحب بانتقادك.. فاجعله بناءً.
سأعمل على الرد في أسرع وقت ممكن