مصائب قوم عند قوم مصائب



علاء الدين محمد

السـر
أمرنا الله عز وجل أن تكون أمتنا -على اتساعها- أمة واحدة، لا حدود بينها ولا فواصل ولا أسلاك شائكة.. أرادها أمة يفرح من في غربها لأن من في شرقها سعداء آمنون.. ويحزن من في أقصى شمالها لأن من في أقصى جنوبها قد ألم بهم غم أو مصيبة.. أمة واحدة في كل شئ؛ وهذا سر قوتها.

"سر" لا يخفى على أحـد!
والكل يعلم هذا السر، ويعلم أن هذه الأمة الواحدة -إن وجدت- ستقود العالم حتماً، وستكون رقم واحد بلا منازع لأنها بشرعها وعدلها ورحمتها وعلمها وتفوقها و"وحدتها" ستحقق المستحيل، وسيلجأ إليها الجميع ليرتمي في حمايتها وينهل من قوتها ليقوى هو حتى ولو اختلف معها في العقيدة أو كان حتى بدون عقيدة، لأن الجميع يعلم أن لدى هذه الأمة قاعدة هامة وهي {لا إكراه فى الدين}.

ولقد علم أعداء الأمة هذا السر، فعملوا على تفريق هذه الأمة وهم يعلمون أن أي ضرر سيصيب جزء منها بالتأكيد سيتأثر به جزء آخر أو أجزاء أخرى -وبذلك يضربون عدة عصافير بحجر واحد- لأننا شئنا أم أبينا أمة واحدة، كالجسد الواحد حتى ولو ظهرنا متفرقين.

مصائب السودان عند مصر مصائب
لذلك فإن تقسيم السودان لا يضر بالسودان فقط -و ليس شأنا داخلياً سودانياً- لأننا اتفقنا أننا أمة واحدة، و تقسيم السودان ما هو إلا خطوة فى مخطط صهيوأمريكى، وهو ليس بأكذوبة بل يسير وللأسف بخطى ثابتة.

ويمكن أن يستغرب البعض.. كيف سكتت الأنظمة العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية عن هذا الأمر، فنقول لهم أمن باع القضية الفلسطينية وساند وأيد حرب العراق وأغلق الحدود والمنافذ في وجه أهل فلسطين وغزة قبل وأثناء وبعد القصف، وغيره الكثير.. فماذا تنتظر من هذه الأنظمة ؟!

بل تصبح أنت المٌستغرب لاستغرابك أنهم لم يتدخلوا..
فمصائب لبنان عند المغرب مصائب.. وأيضاً مصائب أفغانستان عند قطر مصائب.. 
وأيضا مصائب العراق عند ليبيا مصائب.. ومصائب فلسطين عند ماليزيا مصائب..
قم بإزالة أي دولة وضع إسم أخرى و(إنت مغمض) ولن تخطأ أبداً.

نختم مقالنا بأمرين.. الأول:

بارقة أمل
وحتى لا نكون ننظر من خلف نظارة سوداء للأمور.. فهناك بارقة أمل كبيرة لاحت فى الأفق و جعلتنا أيضاً نغير من هذه الحكمة ونقول فيها "فوائد قوم عند قوم فوائد".. فنقول "فوائد تونس عند باقى الشعوب العربية فوائد". 

والثاني: من أجل كل البلاد العربية.. فإن إصلاح مصر إصلاح لكل الوطن العربي.
موعدنا يوم 25 يناير.. لننطق بكلمة الحق في وجه سلطان جائر.. و نطالب بالحرية بالكرامة.

تعليقات