العيد في منزل الشهيد .. ومطلب جديد من الرئيس

 

الحاج جمال الورداني.. والد الشهيد بإذن الله مصطفى

« أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانها.. هل تري ؟ هي أشياء لا تشترى».

هذا البيت من قصيدة لا تصالح للشاعر أمل دنقل.. تعبر بحق عن نفس كل مصاب ثورة أو أسرة شهيد.

ذهبت إليهم ثاني أيام عيد الأضحي في جلسة عمل لإنجاز تقرير عن العيد في منزل الشهيد ، جلست مع أسرة مصطفي جمال الورداني - من أول شهداء جمعة الغضب بالسويس - لم أجد سوي الحزن والألم الذي لم يكن ليطيقه بشر لولا رحمة الله وأنه سبحانه وتعالي ربط علي قلوبهم.

رغم أن العيد جاء بالفعل إلي منزل الشهيد، لكنه غير مساره إلي أي منزل أو مكان آخر، تعتقد من الوهلة الأولي أن أهل المنزل هم من رفضوا استقباله.

ولكن اذا تمعنت النظر ودققت، تجد بما لا يدع مجالاً للشك أن العيد «وفرحته» هما من لم يردا الدخول، يبدو أنهم يعلمون أن هذا البيت يحتاج إلي فرحة حقيقة ذات أولوية قصوى تتمثل في «القصاص العادل»، ثم تستطيع فرحة العيد، أو أي فرحة أخري أن تدخل.

حتى العيد علم أن بضاعته هنا -في منازل الشهداء- ستبور ولن يكون لها محل من الإعراب أو أدني استخدام، ففرحة «القصاص» الآن بمثابة «الماء» الذي سيعيد الحياة مرة أخرى لأرض بارت رغم غرقها في دموع الأمهات والزوجات والأبناء، نعــم «القصاص» لن يعيد من قدموا دمائهم فداءً لوطنهم.. لكنه يبعث بداخلنا جميعاً رسالة طمأنينة أن هذه الدماء لم تذهب هدراً.

القصاص لهذه الدماء الآن بات في رقبة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية شاء أو أبي، قالها وألزم نفسه بها -كما فعل- أو سكت عنها، أنا أحسبه علي خير ولا أزكيه على الله، فهو من وثقت فيه أسر الشهداء وانتخبته ليعيد الحقوق ويطبق «القصاص»، وننتظر منه المزيد وفقه الله لما فيه الخير.

الشاهد بعد انتهاء زيارتي وجدت أن هناك مطلب جديد يضاف إلي القائمة الطويلة من مطالب الثورة، فلقد أيقنت أن دور الدكتور مرسي رئيس الجمهورية أصبح يتخطي بكثير تطبيق «القصاص» كنوع من العقاب لمن أجرم، بل أصبح لزاماً عليه تطبيقه لأنه السبيل لإعادة «الفرحة» لآلاف المصريين المغمومين منذ فقد ذويهم.

تعليقات