الرأي والرأي الآخر!

لا يتوفر وصف للصورة.

حدثني صديقي قائلاً: أيمن نور بتاع البرادعي، وعمرو موسي جايين يزيطوا عند الرئيس مرسي ليه؟
في حين هناك صديق آخر يقول أيمن نور بتاع الإخوان!

وفي نفس الوقت بعضاً من صفحات فيسبوك وحسابات تويتر تروج الآن لأخبار وتصريحات وفيديوهات لعدد من الشخصيات الوطنية أو الأحزاب أو الرموز السياسية وتوضح أنهم كانوا إما مع الإخوان ويهاجموهم الآن، وإما كانوا ضد الإخوان والآن يؤيدوهم.

للوهلة الأولي عزيزي المستمع -حلو جو الإذاعة ده- ستشعر بالحيرة وتقول إيه الأشكال دي.. سواء اللي كان مع الإخوان وبقي ضدهم أو العكس.

المهم عشان مطولش عليكم وأنا عايز أطول بصراحة.. نضرب أمثلة.. بس هنضربها بالراحة عشان متعيطش.

1- علاء الأسواني:
يشن الآن هجوماً عنيفاً على الرئيس والإخوان، رغم أنه كانت له آراء مؤيدة بقوة للرئيس والإخوان.. طب يا ترى إيه اللي جرى؟
تصوري: الأسواني شخصية وطنية يحب بلده ولن أشكك في نواياه، ظني أنه يقيس الأمور والأحداث بشكل منفرد بمقياس ومعيار خاص به شخصياً وفق ما يراه، فإن رآها متزنة مع هذا المقياس دعمك وإن لم يراها متسقة هاجمك بعنف.

لذا أتوقع أن أجده في يوم من الأيام المقبلة مؤيد لقرار اتخذه الرئيس لصالح البلد -واحد ذكي أنا شايفه أهوه بيقولي يعني قرارات الرئيس اللي هاجمها الأسواني غلط- أرجع وأذكره إنه غلط من وجهة نظر الأسواني والتي لابد من احترامها.. اتساقاً مع المبدأ العام «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» و «احترام الرأي والرأي الآخر».

٢- أبو العلا ماضي:
أتذكر كلاماً قاله «أبو العلا» في «الماضي» سمعته فجننت، ليس هؤلاء الإخوان الذي تهاجمهم يا من أنت كنت أحد قياداتها؟ ثم انتظرت رداً من الإخوان في الصحف أو الفضائيات فلم أجد؟
تعجبت! وبعدها فعل د. عبد الستار المليجي نفس الأمر وهاجم الإخوان بضراوة بما ليس فيهم! ولا رد من الإخوان إلا القليل!
بعدها كنا في لقاء وحضر أحد إخواننا أعضاء المكتب الإداري وفي فقرة الأسئلة وجدت الغالبية العظمي من الإخوة تسأل السؤال الذي كنت أود أن أسأله.. كيف يقول أبو العلا ماضي وعبد الستار المليجي وغيرهما هذا الكلام ولماذا لا نرد عليه؟

رد الأخ عضو المكتب الإداري كان صادماً لي على الأقل.. فلقد ظل يحدثنا عن من هو عبد الستار المليجي!
وكيف كان عمله ونضاله وفكره عندما كان طالبا ثم أحد قيادات الإخوان.. ثم قال: لن ندخل في معارك كلامية لا فائدة منها ولا طائل.. والذي نجتمع عليه أكثر مما نتفرق.. و لدينا نحن الإخوان «كسب القلوب أهم بكثير من كسب المواقف»!!

الملخص:
لا تستغربوا أن يهاجمني أحد بعض الوقت ثم يعود ويؤيدني بعض الوقت فمن الممكن أن أكون تنازلت كثيراً عما قال حتى ألف الله القلوب، فلا يجب أن نتهمه أنه شرب شاي بالياسمين يا محترمين.

ولا تتعجبوا من أن يؤيدني شخص ثم يهاجمني.. فهو حر نفسه، له رأيه الذي يجب أن يحترم ويراعي عند التأييد والهجوم، ولا يجب أن نشكك فيه وفي وطنيته وأن أدخله في دوامة المؤامرة.

كل ماحدث طالما كان في إطار من الخوف علي هذه البلد وإظهار الحق ولا شئ غيره وإلتزام السلمية.. فهو شئ رائع يدفع للأمام.

ولعنة الله علي كل من سولت له نفسه السعي إلي إحراق الوطن وقتل أبنائه.

تعليقات