
"تيجى معايا وأنا بغير الواقع"
(هذه الجملة الشهيرة في فيلم "1000 مبروك" للفنان أحمد حلمي، عندما قالها لزميله وهما يجلسان على أحد الكافيتريات ثم جاء أتوبيس سريع للغاية قضى على أي أمل في تغيير الواقع، لأن صاحب السعى في التغيير قد دهسه الأتوبيس المسرع تماماً فور إعلان عزمه ورغبته في تغيير الواقع).
الآن في مصر كل من يريد أن يغير الواقع السيء إلى الأفضل يتعرض لهذا الأتوبيس المسرع ليقضي على مساعى التغيير.
الأتوبيس الغاشم هذا من الممكن أن يخرج تارة من محطة الإنتاج الإعلامي، وتارة أخرى من محطة دار القضاء، أو من محطة جبهة "الخراب"، أو من محطة الداخلية، أو حتى من أى محطة من مؤسسات الدولة الذي يكره بعض رجالها الثورة "ونتائجها"، ومن الممكن أن يخرج من هذه المحطات جميعاً وغيرها داخل مصر وخارجها!
الأتوبيس الغاشم هدفه واضح، وهو مسرع وقوي ومفاجئ، وينجح فى هدفه فى إعاقة مساعي التغيير.
هل شعرتم باليأس؟! تقولون إذن لن يحدث تغيير! حسناً فلنعود للفيلم، فلقد نجح بطل الفيلم فى نهاية الحرب أن يغير الواقع.
سامعك يا خفيف ياليي ورا وبتقول بس البطل مات برضه والمرة دي بعربية نقل ثقيل!
وهذا هو بيت القصيد.. صدقوني ليس لدى "البطل" أدنى تردد في أن يموت وتفنى روحه من أجل أن يحدث النجاح ويقوم بتغيير الواقع ويحافظ على الجميع ويفنى هو.
التغيير للأفضل سيحدث لا محالة وسنخدم –بإذن الله- هذا الشعب العظيم وإن فنت أرواحنا لذلك، وليس هذا كلام ولا شعارات بل هو واقع خاضته تلك "الجماعة" على مدار تاريخها.
وأنوه عن مقولة لإسحاق رابين عندما وجهت له تهم بعدم القدرة على القضاء على المقاومة الفلسطينية أنه قال: (أتحدى أيَّ جهاز مخابرات في العالم يقاوم أُناساً يريدون أن يموتوا).
ونحن لا ندخر دمائنا فى سبيل وطننا، فالأمر نراه بكليته وهو ليس قضية تعمير ونهضة فحسب، بل هى حياة أو موت.. ليست لنا.. بل لوطننا وأهلنا أجمعين، ولن نبخل بأرواحنا ولكم فى موقعة الجمل نموذج.
وفي الختام لي 3 رسائل:
1- إلى شعب مصر:
"نحب أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء".
2- إلى الإخوان:
قال الرسول صلي الله عليه وسلم: |خير الناس أنفعهم للناس".
وقال أيضاً : "أقربكم منى مجلساً أحاسنكم أخلاقاً".
فكونوا أنفع الناس إلى الناس والوطن، وتمسكوا بالأخلاق واصبروا على الإساءات.
3- إلى سائقي الأتوبيسات ومديري المحطات:
نحن لا نيأس لأننا نحفظ قول الله تعالي "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" .
ثم إن الإمام البنا زرع فينا هذه المقولة: "إنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس".
1000 مبروك..
لن تكفى للتعبير عن الفرحة بنهضة مصر بأيادى كافة أبنائها المخلصين، ولا عزاء للمتشائمين.
السادة القراء .. برجاء احذروا أن تكونوا من راكبى الأتوبيس .. ولو على سبيل الصمت والسلبية المقيتة بتاعة زمان !
تعليقات
إرسال تعليق
مرحباً بك..
يسعدني إبداء رأيك ومقترحاتك..
وأرحب بانتقادك.. فاجعله بناءً.
سأعمل على الرد في أسرع وقت ممكن