شبه مقال | بهدوء!


نعم.. "بهدووووووووء" الشهيرة الخاصة بقناة الـ"سى بي سي".. سأستعيرها ولا ضير، فإذا كان هو عماد الدين أديب.. فأنا علاء الدين محمد!

دعونا بعد مرور أكثر من شهر على هذا الانقلاب الدموي نتحدث بهدوء قليلاً.. ونقارن.. لعل الهدوء يصل بنا إلى نتيجة.. وسيكون شبه مقالي في نقطتين فقط، كلها أخذت على الرئيس مرسي والإسلاميين، وهي نفسها ما اعتمد عليه من يروج للانقلاب ويدعمه.. نقطتين تظهر كم التناقض والتباين العجيب، أو المريب أحياناً.

تساؤلات أطرحها، ومفاهيم أفندها.. لعل البعض يضع الصورة بجوار الصورة فينتبه.. ويعيد التفكير.

أولاً: لا تدخلوا الدين في السياسة!

جملة مشهورة لطالما قالها ذلك "الشخص" ليهاجم الإسلاميين خاصة، ويفتخر بأن المسيحية قررت أن ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

هذا الشخص -ودعونا نقول- بقصد شريف قال أن الدين طاهر نقي.. لا تدنسوه في مستنقعات السياسة النجسة العفنة وتنزهوا به.

هو هو نفس "الشخص" الذي هلل وكبر، وبارك وصلب، عندما شارك فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس بابا مسيحي مصر، في بيان الانقلاب، هلل لهما عندما دنسا "الدين" في مستنقعات السياسة النجسة العفنة -بحد وصفه هو- عندما وقفوا وقالوا إننا ندعم خارطة الطريق السياسية تلك عن خارطة الطريق ذاك، ونبعد الرئيس وندعم السيسي ورئيسه المؤقت!

أوليس دين الطيب.. ودين تواضروس.. هما نفس الدين الذي كنت تخشى عليه من الغرق فى النجاسة! أم هما دين آخر! أم ماذا؟ بالله عليك؟!

ثانياً: السياسة نجاسة وخداع!

جملة قالها نفس "الشخص"، وهي مبنية على ما قبلها، وكأن المفترض أن أتبرأ من مجموعة "القيم الحميدة والإيجابية" التى بداخلى إذا قررت العمل بالسياسة!!

وانطلاقاً مما قال هذا الشخص، فهل جيش مصر العظيم بنزوله لمستنقع السياسة العفن عليه أن يصبح خسيساً ونذلاً ومخادعاً؟!

هل تعلم أن الدين الذي تخاف عليه وتقول أنه منزه قال رسوله الكريم أن جيش مصر خير أجناد الأرض، فلما تزجون بخير الأجناد إلى العفن؟!

هل نخشى على "الدين" من النجاسة، ولا نخشى على جيش مصر منها؟!

مالكم كيف تحكمون؟!

إقرأ دون تعصب، ودون النظر لكاتب هذه الكلمات أو قيمته!.. إقرأ وفكر وتذكر مواقف لك قمت فيها بالفعليين المتضاديين تماماً.. فكر لما خنت مبدأك؟!

هل يستحق مجموعة من الانقلابيين الخونة أن تخون ما تنادي به من أجل أنك معارض أو حتى كاره للرئيس مرسي؟!

أيها "الشخص".. إياك إياك.. أن تخون أو تخسر نفسك.

تعليقات