الإخوان والتفاوض.. والمفاجأة!




يواصل صديقي عمرو عبد الحافظ ممارسة هوايته المفضلة في لي عنق أي حدث في الكون ليصب جام غضبه على الإخوان!

كشف وزير الدفاع القطري خالد العطية، عن دعوته ومسؤولين آخرين "إماراتي وأمريكي" لزيارة كل من المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، والدكتور محمد مرسي رئيس مصر، لإيجاد سبيل للتفاوض.

تم بالفعل لقاء بين العطية وعبد الله بن زايد ووليام بير برفقة اللواء محمد العصار من جهة، وبين الشاطر من جهة أخرى، لينتهي اللقاء وعند الذهاب للقاء الرئيس مرسي لم يحدث اللقاء.

وعلق العطية بقوله: "تم إلغاء مقابلة الرئيس مرسي لأسباب غامضة مجهولة حتى الآن".. هو نفسه لا يعرفها.

اللقاء الذي دار بحسب رواية العطية حدث يوم 5-8-2013 (أي قبل نحو اسبوع من فض رابعة والنهضة)، وفيه قبل الشاطر إجراء تفاوض "بما يحقن دماء الشعب المصري كله". 1

أخذ عمرو التصريحات وعلق عليها بقوله: (في ذلك الوقت قالت جماعة الإخوان لأعضائها وأنصارها؛ إن الشاطر رفض الجلوس مع الوسطاء قائلا إن أي حوار ينبغي أن يكون مع مرسي.. وهو ما يظهر عكسه في تصريحات العطية.. إذا صحت تصريحات العطية؛ فنحن أمام رواية إخوانية تعمدت التدليس)..
الإخوان طبعا مدلسون عند عمرو.. والحقيقة إما عمرو هو المدلس أو جاهل متسرع. 2

المفاجأة.. كلام العطية ليس جديداً، لكنها ذاكرة السمك، أو رغبة البعض في خداع الناس، أو إنها حالة من الإنهزام النفسي التي انتابت البعض، وتماشياً مع حلقات أصبحت لا تدعى جلد الذات.. بل سحق الذات!

فلقد صرح "حسن خيرت" نجل الشاطر أن هناك وفداً "عربياً / غربياً" التقى والده رغماً عنه بمقر احتجازه، وسمى "حسن" الوفد بدقة فقال وزيرا الخارجية القطري والإمارتي، ونائب مساعد من الخارجية الأمريكية.

وتابع نجل الشاطر: "المعلومات التي وصلت لي أن الوفد كرر أكثر من مرة محاولات للتفاوض والتوسط حول الأزمة الراهنة في مصر، وكان رد  الشاطر "رفض التفاوض"، والتأكيد على أن المخول له هو الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي". 3 - 4

كانت هذه التصريحات يوم 5 أغسطس 2013م، ولو بحثتم بعنوان الخبر ستخرج لكم الكثير من المصادر بنفس التاريخ.

الشاطر الذي اعتقل يوم 5-7-2013، لم يتم الجلوس معه للتفاوض إلا يوم 5-8-2013 أي بعد شهر كامل من اعتقاله، وهو ما يدعم رواية نجله بكل قوة عن رفضه المتكرر الجلوس لإجراء أي حوار إلا عبر الرئيس مرسي. 5

هذا الجزء الأول، أما الجزء الثاني المتعلق بتدليس الإخوان، فبيان كذب هذا الجزء أسهل ما في الأمر.

فلقد صرح المتحدث الإعلامي بإسم الإخوان يوم 7-7-2013 بالتالي:
قال ياسر محرز، المتحدث الإعلامي باسم الإخوان، في بيان صحفي، أن التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس محمد مرسي، لا يقبل أي مفاوضات قبل سحب البيان الذي أصدره الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وعودة الرئيس مرسي إلى منصبه الشرعي.

المتحدث الإعلامي لا يوجه كلامه للصف الإخواني ليخدعهم، بل كلامه يصل إلى العالم كله، وهذا موقف معلن من يوم 7-7-2013 أي بعد اعتقال الشاطر بيوم واحد فقط وقبل لقاء العطية بحوالي شهر كامل. 6

وحول موقف الإخوان من لقاء الوفد لنائب المرشد الشاطر في محبسه، فلقد ردت الجماعة في بيان إعلامي لها يوم 6-8-2013 وجهته للعالم كله، قالت فيه:
تناولت وسائل الإعلام أخبار زيارة مفاجئة يقوم بها وفد مكون من وزيرى خارجية قطر والإمارات، ونائب وزير الخارجية الأمريكية، ومبعوث الاتحاد الأوروبى إلى الشاطر فى مقر اعتقاله، ونحن نؤكد أن الدكتور مرسى هو الرئيس الشرعى وهو وحده الذى يمثل الشعب، وعلى من يريد التحدث إلى المصريين فى أى شأن أن يلتقى به.
ما يعني أن ما يحدث مع الشاطر في معتقله يخصه بشكل شخصي، وأن الأمر بيد الرئيس مرسي. 7

وهذا ليس ثاني تأكيد فحسب، فالبلتاجي له تصريحات يوم 17-7-2013، وهناك بيانات عدة "معلنة" للجميع تؤكد نفس المعنى.

وهذا مقال حديث للكاتب الصحفي وائل قنديل يسلط فيه الضوء ويذكر بأن هذا اللقاء تم الإعلان عنه سابقاً من قبل نفس الشخص وهو خالد العطية. 8

وهذا ينسف كل "رغي وهري" قيل ويقال وسيقال في هذه النقطة.

لماذا كتبت كل هذا؟

إن خطورة ما يفعله عمرو -ومن انتهج نهجه- أنه يُفقد أي معنى حقيقي وجاد لانتقاد الإخوان ومحاولة تقويم أخطاء طريقهم ووسائلهم، لينغمس الكثير منا إما في افتراءاته وآرائه الشخصية التي يقدمها كحقائق، أو في الرد على ما قاله!

لدينا في الإخوان أزمات كبرى تحتاج حلول حقيقة، فإما أن تقدموا نصيحة حقيقة مخلصة.. وإما فارحمونا وتوقفوا عن العبث!





مصادر:
1. رابط حديث العطية: https://goo.gl/y4oKdS
2. رابط منشور عمرو: https://goo.gl/ixbBpV
3. رابط خبر حسن خيرت الشاطر: https://goo.gl/o85CzL
4. رابط آخر خبر حسن الشاطر: https://goo.gl/z9C75M
5. رابط خبر اعتقال الشاطر: https://goo.gl/jV7if4
6. تصريح ياسر محرز: https://goo.gl/xyMZkD
7. بيان الإخوان: https://goo.gl/NSRXzF
8. مقال وائل قنديل: https://goo.gl/yo3u9C

تعليقات