وزارة الهجرة وسد النهضة والهاشتاج!

اتفاق المبادئ حول سد النهضة الاثيوبي مصر السودان إثيوبيا السيسي البشير تادروس
اتفاق المباديء

في ظل فشل معلن لمسيرة مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، كان آخرها جولة مطلع يونيو 2020، التي لم تسفر عن أي شيء، بدأت الحكومة المصرية تسطير فصل جديد من المهازل في كتاب تعاملها مع كارثة سد النهضة، وهو ما تفضلت بنشره وزارة الهجرة المصرية على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوتها المصريين للتدوين على هاشتاج "EgyptNileRights" لمواجهة إثيوبيا والدفاع عن حقنا في مياه النيل.

فكرة استخدام السوشيال ميديا باتت فكرة عادية بل وضرورية في يومنا هذا، لكن أن "تبدو" أنها محور الحل حالياً فهذا أمر مخيف! ومن السخرية أيضاً أن هذه هي نفس السوشيال ميديا المتهمة ليل نهار من الحكومة بأن بها "لجان" تريد تخريب البلد عبر استخدام الهاشتاج.

المثير للسخرية أكثر، أن وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم لها فيديو شهير وهي تهدد المواطنين المصريين في الخارج والمعارضين للحكومة، هددتهم "بقطع الرقبة"، تهديد لفظي مصحوب بإشارة الذبح! وسط تصفيق وضحك الحضور أمامها، فهل هي ضبع علينا وعلى إثيوبيا هاشتاج!

فأين كانت فكرة الهاشتاج منذ البداية؟ منذ 2015 مثلاً عندما طمأنتم الشعب أن كل الأمور جيدة، وخرج عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة يطمأن الناس، أن ملف سد النهضة على ما يرام "ومفيش ضرر ولا أي حاجة"، كما أنه في أحد مؤتمراته عند حديثه عن مياه النيل استعرض ثبات موقف مصر بقوله نصاً "العفي محدش يقدر ياخد لقمته".

فهل كان يخدعنا السيسي؟

صراحة.. لم يخدعكم السيسي، فهو أعلن أكثر من مرة إنه يعمل بكل قوة من أجل بناء محطات تحلية مياه البحار، ومعالجة مياه الصرف الصحي، كي تشربوها، مستهلكاً مليارات الجنيهات من أموال الشعب، كما أمر بقطع مياه النيل عن المحافظات الساحلية والحدودية، وأن يكون أكبر قدر من استخدامها من مصادر أخرى غير مياه النيل.

لذا فإن خطورة ملف مثل سد النهضة باتت لا تكمن في ما سيمثله ضرر نقص المياه على المصريين، بل الأخطر هو عجز وضعف أداء الحكومة المصرية أمام نظيرتها الإثيوبية، وسط غياب لأي أفق ممكن في الحل وتباطؤ شديد في التعامل من الجانب المصري.

كما أن إشغال الحكومة نفسها، وتسليطها لأذرعها في الإعلام لإشغال الشعب معها، طوال 6 سنوات، إما بإنجازات لا تستحق في الحقيقة ما تمثله كلمة إنجاز من معنى، أو معارك ثانوية، أو قضايا فارغة مثل فستان فنانة أو أغنية مهرجانات، مثل الهدف الرئيسي لها بدلاً من 

حتى لا أطيل أكثر من هذا، أترككم مع ما كتبه فوزي باشا عن مصر والنيل، في كتابه "السودان بين يدي غوردون"، ونقله الأستاذ عمر طوسون في دراسة له بعنوان "مصر والسودان".

لعل وعسى أن ندرك فارق الإدراك بقيمة النيل اليوم، وقبل أكثر من 200 عام.

مصر والسودان عمر طوسون مؤسسة هنداوي للنشر / نهر النيل وسد النهضة والمفاوضات بين مصر والسودان وإيثوبيا




تعليقات