بقراءة تفاصيل عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، تذكرت فيلم Vantage point إنتاج سنة 2008م أي قبل 12 سنة من الآن.
فخري زاده قتل باستخدام رشاش آلي جُهز له عربة نقل وضعت على جانب طريق يمر فيه موكب العالم الإيراني، الرشاش معد ليتم التحكم فيه آلياً أو إلكترونياً عن بُعد.
فيلم Vantage point تدور أحداثه حول محاولة لاغتيال الرئيس الأمريكي في أسبانيا، ودور حرسه الرئاسي في حمايته وكشف منفذي الاغتيال.
محاولة الاغتيال في الفيلم تقوم بالأساس عبر هاتف محمول، يتم بواسطته التحكم عن بُعد في بندقية قنص تطلق الرصاص على الرئيس الأمريكي، هاتف محمول يتحكم أيضاً في عدد من المتفجرات الموجودة في المكان، ويدير قائد فريق الاغتيال كل العملية من خلاله.
فبعيداً عن الرفض التام للرواية أن اغتيال العالم الإيراني تم عن بُعد وبالأقمار الصناعية وأن هذا عبث وتكنولوجيا لم يصل إليها أحد..
وبعيداً أيضاً عن التهويل في قدرات الأعداء ومنحهم مزايا لم يصلوا إليها بعد، فلنحاول أن نضع الأمور في نصابها، فحتى مع التقدم التكنولوجي الرهيب فإن أقوى أجهزة الاستخبارات التي تمتلك الموارد وأقوى التكنولوجيات لا غنى لها ولا تزال في أمس الحاجة إلى "العنصر البشري".
في الفيلم كما في الواقع.. احتاج مدبري عملية الاغتيال إلى من يقوم بوضع وتجهيز هذا الرشاش الآلي أو بندقية القناص.. احتاجوا إلى الخائن أو العميل أو المجرم.. ذلك الشخص الذي لديه استعداد أن يبيع دينه أو وطنه أو مبادئه نظير المال.. أو أمور أخرى.
لأنه حتى الآن، وحسبما نعلم، لا توجد تكنولوجيا قادرة على تفكيك الأشياء وإخفائها وتحريكها ونقلها والتمويه في كل تلك التحركات حتى الوصول إلى المكان المحدد، ثم إعادة تجميعها في "نقطة" محددة.. وليست أي نقطة.. بل "أفضل" نقطة لتحقيق الهدف.. كل ما سبق أظن أنه لا توجد تكنولوجيا أو آلة تستطيع فعله كما يفعله الإنسان.
طهران قالت إن صاحب السيارة التي وضعت على جانب الطريق وبها الرشاش غادر صاحبها البلاد قبل عملية الاغتيال، وربما طهران لا تقول الحقيقة، وصاحب السيارة الآن قد يكون قيد الاعتقال ويجري التحقيق معه، وربما يكون له دور في الاغتيال وربما لا.
في الفيلم كما في الواقع.. اختار منفذي محاولة الاغتيال أفضل نقطة في مسرح العملية ليكون لهم أفضلية الرؤية والهجوم المحكم.
لذا البحث عن "الأفضلية" هو الهدف..
فلا يمكن لعدوك أن يسمح لك أن يكون لديك الأفضلية في أي مجال..
لن يسمح لك أن تنافسه في أي علم أو درب..
لن يسمح عدوك أن تتفوق عليه في أي شيء..
سوى في الخيانة!

تعليقات
إرسال تعليق
مرحباً بك..
يسعدني إبداء رأيك ومقترحاتك..
وأرحب بانتقادك.. فاجعله بناءً.
سأعمل على الرد في أسرع وقت ممكن