الأطباء الخونة.. أعداء الوطنية

أطباء مصريون غاضبون حملة تطالب بزيادة رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية

الوضع الصحي في مصر لا يخفى حاله على أحد، وفي ظل وباء مثل كورونا، بعيداً عن أحاديث المؤامرة وهل هو مُصنع أم لا وآثار ذلك الاقتصادية، فيبدو جلياً أنه فيروس يحصد الأرواح، ويحتاج إلى طريقة مثلى في التعامل معه وإجراءات محددة وأدوات ومستلزمات لابد من توفيرها خاصة للقطاع الصحي.. وهو ما يظهر أنه لم يحدث بالشكل الكافي.

وكالعادة للأسف.. بدلاً من البحث عن أسباب التقصير والمشكلة، ووضع حلول سريعة لها لتفادي كارثة، عملت الحكومة وأذرعها الإعلامية في الصحف والفضائيات، والتابعين لها على مواقع التواصل الاجتماعي في توجيه الاتهامات إلى الأطقم الطبية وعلى رأسهم الأطباء.. وكأنهم هم سبب الداء وأصل المشكلة، وليس فكر النظام الذي يعمل فقط لصالح فئات محددة، وأكثر من 90% من الشعب المصري خارج دائرة اهتماماته عملياً.

على الرغم من توفر المليارات بالدولة والتي يمكن إعادة توجييهها إلى ما فيه صالح المواطن.

إقرأ أيضاً: مليارات من دعم المواطن.. للسلطة! 

الهجوم على الأطباء، جاء بعد أن اشتكوا فقط على مواقع التواصل أو الفضائيات من سوء الحال الذي يعيش فيه الطبيب والممرض والمواطن، وأقصى رد فعل أقدموا عليه هو تقديم بعضهم للاستقالة، بعدما رأوا أصدقائهم الأطباء يموتون أمامهم دون تقديم أي رعاية لهم بعد أن أصيبوا بالفيروس.

لكن في المقابل وصل رد الفعل على طلباتهم المنطقية العادلة التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمة الصحية، إلى حد التهديد بسحب الجنسية المصرية منهم! واتهامهم بالخيانة العظمى، مثلهم مثل الجندي الذي يهرب من أرض المعركة، وقد دعى البعض أن يتم اعتقال بل وإعدام أي طبيب يستقيل، وأكثر هؤلاء رقة في القلب طالب بسحب "الشهادة العلمية" منه، وأي ترخيص لمزاولة المهنة.. لأنهم خونة.

دعك من كل ما فات..

الأطباء خونة! لكن الفنان تامر حسني شخصية وطنية تحب مصر من النخاع، حتى لو زور أوراقاً رسمية واستخدمها ليتهرب من التجنيد، لأنه لا يريد أن تمر عليه سنة واحدة من عمره وهو يرتدي زي القوات المسلحة المصرية!

الأطباء خونة! لكن مطربي المهرجانات "أوكا وأورتيجا" هم أبناء مصر الشرفاء، حتى لو زورا ورق تأدية الخدمة العسكرية.. ليتم اكتشافهما بالمصادفة أثناء سفرهما في المطار لإحياء حفلة في إحدى البلدان العربية، ليتم إحالتهما للنيابة العسكرية.. وأفرج عنهم تقريبا بعد 40 يوم سجن فقط، ليكملا حياتهما ومسيراتهما دون أي مشاكل.

الأطباء خونة! لكن الممثل محمد رمضان شخص وطني، كرمه وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة بنفسيهما، نظراً لما قدمه من أعمال جليلة أثناء تأدية خدمته في الجيش، انتظر.. لا أقصد أعمال عسكرية ولا قتالية، بل أعمال فنية! ففترة خدمة محمد رمضان كان أغلبها في لوكيشنات التصوير، وليس على أسوار وحدة عسكرية يحرسها ولا هو ينام على الأرض بجوار مخزن السلاح ينتظر استلام خدمته من زميله.

الأطباء خونة! الذين يؤدون خدمتهم العسكرية الوطنية سواء كأطباء وضباط احتياط، أو كمجندين، أغلبهم يرى خلال تلك الفترة الويلات!

الشاهد.. الهجوم على الأطباء لن يجعل مصر من أفضل الدول في تقديم الرعاية الصحية، وهضم حقوقهم لن يعود على المواطن بالنفع، وتجاهل أسباب المشكلة الحقيقية المعلومة للجميع هو سبب الكارثة.


 أخيراً وليس آخراً.. رسالة إلى كل أطباء مصر.. الذي أحترمهم وأدعمهم خاصة في ظل الوضع الحالي..

لو كان الدكتور مصطفى النجار، الذي لا يعرف أحد مصيره، موجود بينكم الآن، هل سيكون معكم ويدعمكم في مطالبكم وحقوقكم.. أم سيكون ضدكم ويتهمكم ويخوّنكم؟

 فكم طبيب منكم وقف في صف مصطفى النجار؟ ماذا فعلت نقابة الأطباء له؟ ماذا فعل مجلس النقابة؟ هل كلف أحدكم نفسه السؤال عنه وعن أسرته ودعمهم؟!


الدكتور مصطفى النجار، البرلماني السابق مصطفى النجار، مصطفى النجار فين، مصر، أطباء، طبيب
الدكتور مصطفى النجار مختفي منذ سبتمبر 2018م

تعليقات